الملاحة البحرية قديماً في الإمارات العربية المتحدة / علي بن إبراهيم الدرورة..

تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بموانئ بحرية كثيرة تقع على خليج عُمان والخليج العربي؛ وقد منح تنوُّع الساحل الإنسان الإماراتي خبرة ملاحية في كيفية التعامل مع الأنواء والظروف المناخية المختلفة. ومن الصناعات البحرية والصيد والغوص والتجارة في الأراضي البعيدة تكونت لدى الإماراتيين ثقافة ملاحية واسعة؛ فكان لمدنهم الساحلية تاريخ ملاحي مشرّف بين دول الجوار.
وقد استفاد الإنسان الإماراتي، في بداية استيطانه سواحل الإمارات، من البحر في غذائه؛ فاعتمد فترة على القواقع والأصداف، ثم على الأسماك، وأثبتت الحفريات أنه ترك مخلَّفات يعود تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد؛ وإذا عدنا إلى المواقع الأثرية نجدها غنية بالآثار المتعلقة بالبحر؛ ما يدل على أن الإنسان الإماراتي قد ارتبط بالبحر في بداية نشوء الحضارات.
وعرف أبناء الإمارات طبيعة الملاحة في مياه الخليج وبحر عُمان والطرق الملاحية بين موانئهما، وكذلك طرق الملاحة في أعالي البحار خروجاً من الخليج نفسه في اتجاه الصين والهند من جهة، والطرق الأخرى المؤدية إلى سواحل إفريقيا من جهة أخرى؛ كما عرفوا أنواع السفن الخشبية التي كانت تمخر عباب البحر، ومدى ملاءمتها طبيعة الملاحة في مياهنا؛ فقد كانت سفناً مطوَّرة عن حضارات أخرى، بدءاً من العصر الهلّيني (150 قبل الميلاد)؛ حيث طُوّرت إلى أشكال وأنواع تتناسب مع الإبحار في مياه الخليج؛ وتتوافق مع البعد الفلكي؛ حيث يجب أن يلمَّ البحار الماهر بالفَلَك؛ وهذه الصفة عُرِفت عن إنسان الإمارات والخليج خلال السنوات الألفين الماضية.