فتنة الإزاحة في النص الحداثي : (دراسات في الشعرية المعاصرة) / عصام شرتح.

يتضمن مراجع ببليوجرافية و ملاحق.

لا شك في أن لكل شعر فتنته الجمالية، وإزاحته الأسلوبية الخاصة، ولا تبالغ في قولنا: إن لكل نص حداثوي وجهته الإبداعية التي يمتاز بها عما سواه، ومن أجل ذلك تعد اللعبة الحداثوية اليوم لعبة المفاجآت، والإنزياحات والتحفيزات الشعرية، التي تعمل على إنتاج الشعرية، فالقارئ اليوم يختلف في تلقيه للنص الشعري عن القارئ القديم، وهذا يعني أن توجهات الحداثة مختلفة في منحاها ورؤاها الشعرية، من شاعر لشاعر، ومن تجربة إلى أخرى، وهذا يؤكد أن الحداثة الشعرية متنوعة في دلالاتها، ورؤاها، ومؤثراتها الفنية، فالنص الحداثوي مراوغ في نسقه وفضاءاته الشكلية التي ترفع وتيرة الإثارة الشعرية في تلقيه، وهذا يؤكد أن الحداثة الشعرية قيمة متجددة متغايرة في أساليبها لدرجة أنها حياة متجددة في مدها الفني.

ويعد بحثنا النقدي المتواضع الموسوم بـ (فتنة الإزاحة في النص الحداثي) من البحوث النقدية المغامرة التي كان ديدانها الأساس الإلتفات إلى النص الشعري الحداثي بإنزياحاته البليغة التي تدلل على الأفق التشيكلي في الخلق والإبداع النصي، ففي كل نص حداثوي مؤثر ثمة قيمة إنزياحية تخلقها في بناه التشكيلية، على مستوى دواله ومؤثراته الشعرية الخلاقة التي تشي بها في واقعها الشعري الذي تجسده، سواء في شكل القول أم في إيقاعاته البصرية التي يتخذها على بياض الصفحة الشعرية، وهذا يعني أن ثمة رؤية جمالية نصية تحكمها قصائد الحداثة في ثوبها الإبداعي الحقيقي في شكل بنائها وفضائها المعماري الذي تشكله على بياض الصفحات.