صورة الغلاف المحلية
صورة الغلاف المحلية
عرض عادي

تيارات الفكر الفلسفي من القرون الوسطي حتي العصر الحديث / أندريه كريسون ؛ ترجمة نهاد رضا.

بواسطة:المساهم (المساهمين):نوع المادة : نصنصاللغة: عربي اللغة الأصلية:الفرنسية الناشر:بيروت : دار عويدات للنشر و الطباعة، 2017الطبعات:الطبعة الأولىوصف:431 ص. ؛ 24 سمنوع المحتوى:
  • نص
نوع الوسائط:
  • دون وسيط
نوع الناقل:
  • مجلد
تدمك:
  • 978995328
العناوين الموحدة:
  • Courants de la pensée philosophique française. Arabic
الموضوع:تصنيف مكتبة الكونجرس:
  • B1802 .C74125 2017
ملخص:لقد تقلب الفكر البشري دائماً بين قطبين: القطب العقلي، والقطب الأخلاقي. إن فكرنا متعطش إلى الوحدة. وهو، بشكل غريزي، وفي كل مكان، وعلى الدوام، يتوخى الواحد وراء المتعدد، والمؤتلف وراء المختلف، والدائم وراء الزائل. إنه يحلل ما يعرض له من أشياء وأحداث: لأنه يتقصى العناصر المكونة لها، وطريقة اجتماع هذه العناصر في الوقت نفسه. ويُجري المقارنات: لأنه يتلمس النماذج الدائمة وراء الأشياء، والنواميس وراء الأحداث. وكيما يربط بعضها ببعض، يبني مذاهب فكرية واسعة حول المادة، والقوى المؤثر فيها، وأصل الموجودات الأولى ومصيرها النهائي. ويسعى إلى إدخال كل ظاهرة جديدة ضمن ما صنع من أطر ذهنية. فإذا لم ينجح، فإنه يُبدل هذه الأطر نفسها، ويُقوّم مبادئه، ويبتدع غيرها، ويصنع لنفسه عند اللزوم عقلاً جديداً. ولكن لا ينحصر همنا في ذلك فقط. إننا نعيش في مجتمعات، إلا أن الجماعة البشرية لا يسعها البقاء إلا ضمن بعض الشروط. ولا يسعها الازدهار إذا لم يتقيد الأفراد بهذه الشروط تقيداً دقيقاً. فكيف تدوم الجماعة إذا لم يكن أفرادها مستعدين لاحترام بعضهم بعضاً، وللتعاضد على الأقل حتى حدّ معيّن؟ فالأفراد الذين يتناحرون ويتشاتمون ويتخاتلون في استمرار، لا يشكلون رهطاً اجتماعياً ثابتاً. إذ لا بد لهم، في سبيل تشكيله، أن يكفوا عن إرضاء بعض أهوائهم، وأن يضعوا لأنفسهم حداً، وأن يكرموا أنفسهم على التقيد بنظام انضباطي. كل مجتمع إذن من مصلحته أن يُقنع أفراده، منذ الطفولة، بأن عليهم واجبات احترام وتعاون مطلقة إزاء الآخرين، وأن هؤلاء الآخرين لهم حقوق مقابلة. فمن يمتثل لواجباته يكن من أهل الجدارة، ومَن لم يمتثل فليس من أهلها. ويؤدي ذلك إلى الثواب أو العقاب. فلا وجود لمجتمع راسخ، بل لا وجود لمجتمع قابل للحياة، إذا لم يكن معظم أفراده متعلقين بالواجب. فبغير هذا التعلق، يتصدع المجتمع وينحل. لذلك يبذل كل مجتمع جهده لصيانته وتنميته. إن وجود هذين الاستعدادين لدى الانسان ولّد في الفلسفة ظاهرة ملحوظة جداً. فبعض الآراء الفلسفية النظرية تشكّل ولا شك خطراً على معتقدات الأفراد الأخلاقية. وبعضها الآخر يلائم نموها خير ملائمة، إن عدة مذاهب نظرية تُنكر وجود حرية الاصطفاء البشري. وبذلك، تُعرّض للخطر كلاً من الفكرة الكلاسيكية الخاصة بالمسؤولية، والأمل والخوف الدينيين. في الثواب والعقاب الأبديين. ويصبح الشعور بالواجب بالنسبة إليها مجرد نتاج التربية الاجتماعية. وبهذه الصورة تُقوَّض المعتقدات الأخلاقية التي يستفيد منها المجتمع. وبالعكس، ينشر بعضها الآخر الإيمان بالحرية الإنسانية، وبوجود إله يثيب ويعاقب، وبخلود النفس، وبالطابع المقدس الذي يتصف به الواجب. لذلك، هي أحسن تكيّفاً مع الحاجات الاجتماعية. من هنا نشأت ظاهرة ملحوظة لدى كثير من الفلاسفة، وفي تتابع الفلسفات نفسها. فما أن يشعر بعض المفكرين بأن آراءهم النظرية تعرض معتقداتهم الأخلاقية للخطر، حتى يحسوا بالحاجة الشديدة إلى رفع سمومها؛ فبعضهم يتخلى عنها، وبعضهم الآخر يتجنبها لدى الانتقال من المبادئ إلى النتائج، ويضع على عينه عصابة كي لا يرى فعلته. ولكن الظاهرة تكون أكثر بروزاً حينما تصبح بعض الأفكار المتفشية لدى الجماهير خطرة على المعتقدات الأخلاقية الواقية للمجتمع. إن الحرص على انقاذ المعتقدات النافعة للحياة ينعكس حينئذ على المبادئ النظرية وعلى تقدير القيمة المنطقة للمحاكمات، لا عند فيلسوف فحسب بل عند مدارس بأسرها. وما أن تهز بعض الأحداث السياسية أركان المجتمع، حتى يصبح هذا الاستعداد محموماً. فنراه يتحكم بتفكير عصر بأكمله.
المقتنيات
نوع المادة المكتبة الحالية رقم الطلب رقم النسخة حالة تاريخ الإستحقاق الباركود
كتاب كتاب UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات General Collection | المجموعات العامة B1802 .C74125 2017 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.1 Library Use Only | داخل المكتبة فقط 30030000000106
كتاب كتاب UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات General Collection | المجموعات العامة B1802 .C74125 2017 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.2 المتاح 30030000000107
كتاب كتاب UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات General Collection | المجموعات العامة B1802 .C74125 2017 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.3 المتاح 30030000000108

ترجمة كتاب : Les courants de la pensée philosophique française.

ببليوجرافية : ص. [421]

لقد تقلب الفكر البشري دائماً بين قطبين: القطب العقلي، والقطب الأخلاقي.
إن فكرنا متعطش إلى الوحدة. وهو، بشكل غريزي، وفي كل مكان، وعلى الدوام، يتوخى الواحد وراء المتعدد، والمؤتلف وراء المختلف، والدائم وراء الزائل. إنه يحلل ما يعرض له من أشياء وأحداث: لأنه يتقصى العناصر المكونة لها، وطريقة اجتماع هذه العناصر في الوقت نفسه. ويُجري المقارنات: لأنه يتلمس النماذج الدائمة وراء الأشياء، والنواميس وراء الأحداث. وكيما يربط بعضها ببعض، يبني مذاهب فكرية واسعة حول المادة، والقوى المؤثر فيها، وأصل الموجودات الأولى ومصيرها النهائي. ويسعى إلى إدخال كل ظاهرة جديدة ضمن ما صنع من أطر ذهنية. فإذا لم ينجح، فإنه يُبدل هذه الأطر نفسها، ويُقوّم مبادئه، ويبتدع غيرها، ويصنع لنفسه عند اللزوم عقلاً جديداً.

ولكن لا ينحصر همنا في ذلك فقط. إننا نعيش في مجتمعات، إلا أن الجماعة البشرية لا يسعها البقاء إلا ضمن بعض الشروط. ولا يسعها الازدهار إذا لم يتقيد الأفراد بهذه الشروط تقيداً دقيقاً. فكيف تدوم الجماعة إذا لم يكن أفرادها مستعدين لاحترام بعضهم بعضاً، وللتعاضد على الأقل حتى حدّ معيّن؟ فالأفراد الذين يتناحرون ويتشاتمون ويتخاتلون في استمرار، لا يشكلون رهطاً اجتماعياً ثابتاً. إذ لا بد لهم، في سبيل تشكيله، أن يكفوا عن إرضاء بعض أهوائهم، وأن يضعوا لأنفسهم حداً، وأن يكرموا أنفسهم على التقيد بنظام انضباطي. كل مجتمع إذن من مصلحته أن يُقنع أفراده، منذ الطفولة، بأن عليهم واجبات احترام وتعاون مطلقة إزاء الآخرين، وأن هؤلاء الآخرين لهم حقوق مقابلة. فمن يمتثل لواجباته يكن من أهل الجدارة، ومَن لم يمتثل فليس من أهلها. ويؤدي ذلك إلى الثواب أو العقاب. فلا وجود لمجتمع راسخ، بل لا وجود لمجتمع قابل للحياة، إذا لم يكن معظم أفراده متعلقين بالواجب. فبغير هذا التعلق، يتصدع المجتمع وينحل. لذلك يبذل كل مجتمع جهده لصيانته وتنميته.

إن وجود هذين الاستعدادين لدى الانسان ولّد في الفلسفة ظاهرة ملحوظة جداً. فبعض الآراء الفلسفية النظرية تشكّل ولا شك خطراً على معتقدات الأفراد الأخلاقية. وبعضها الآخر يلائم نموها خير ملائمة، إن عدة مذاهب نظرية تُنكر وجود حرية الاصطفاء البشري. وبذلك، تُعرّض للخطر كلاً من الفكرة الكلاسيكية الخاصة بالمسؤولية، والأمل والخوف الدينيين. في الثواب والعقاب الأبديين. ويصبح الشعور بالواجب بالنسبة إليها مجرد نتاج التربية الاجتماعية. وبهذه الصورة تُقوَّض المعتقدات الأخلاقية التي يستفيد منها المجتمع. وبالعكس، ينشر بعضها الآخر الإيمان بالحرية الإنسانية، وبوجود إله يثيب ويعاقب، وبخلود النفس، وبالطابع المقدس الذي يتصف به الواجب. لذلك، هي أحسن تكيّفاً مع الحاجات الاجتماعية. من هنا نشأت ظاهرة ملحوظة لدى كثير من الفلاسفة، وفي تتابع الفلسفات نفسها. فما أن يشعر بعض المفكرين بأن آراءهم النظرية تعرض معتقداتهم الأخلاقية للخطر، حتى يحسوا بالحاجة الشديدة إلى رفع سمومها؛ فبعضهم يتخلى عنها، وبعضهم الآخر يتجنبها لدى الانتقال من المبادئ إلى النتائج، ويضع على عينه عصابة كي لا يرى فعلته. ولكن الظاهرة تكون أكثر بروزاً حينما تصبح بعض الأفكار المتفشية لدى الجماهير خطرة على المعتقدات الأخلاقية الواقية للمجتمع. إن الحرص على انقاذ المعتقدات النافعة للحياة ينعكس حينئذ على المبادئ النظرية وعلى تقدير القيمة المنطقة للمحاكمات، لا عند فيلسوف فحسب بل عند مدارس بأسرها. وما أن تهز بعض الأحداث السياسية أركان المجتمع، حتى يصبح هذا الاستعداد محموماً. فنراه يتحكم بتفكير عصر بأكمله.

اضغط على الصورة لمشاهدتها في عارض الصور

صورة الغلاف المحلية
شارك

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة

reference@ecssr.ae

97124044780 +

حقوق النشر © 2024 مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جميع الحقوق محفوظة