المطابقة والاختلاف / عبد الله إبراهيم.
نوع المادة : ضبطالسلاسل:سلسلة كتب (مؤسسة مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع)المجلدات:أظهر المجلداتالناشر:الرباط : مؤسسة مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع، 2018الطبعات:الطبعة الأولىوصف:3 مجلد (621 ؛ 291 ؛ 328 صفحة ) ؛ 24 سمنوع المحتوى:- نص
- بدون وسيط
- مجلد
- 9786148030734 (مج. 1)
- 9786148030758 (مج. 3)
- 9786148030741 (مج. 2)
- B809.6 .I27 2018
نوع المادة | المكتبة الحالية | رقم الطلب | معلومات المجلد | رقم النسخة | حالة | تاريخ الإستحقاق | الباركود | |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
كتاب | UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات General Collection | المجموعات العامة | B809.6 .I27 2018 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) | VOL.1 | C.1 | Library Use Only | داخل المكتبة فقط | 30020000061512 | ||
كتاب | UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات General Collection | المجموعات العامة | B809.6 .I27 2018 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) | VOL.2 | C.1 | Library Use Only | داخل المكتبة فقط | 30020000061511 | ||
كتاب | UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات General Collection | المجموعات العامة | B809.6 .I27 2018 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) | VOL.3 | C.1 | Library Use Only | داخل المكتبة فقط | 30020000061510 |
يشتمل على كشافات.
يشتمل على إرجاعات ببليوجرافية.
النقد، الذي يتطلّع إليه مشروع «المطابقة والاختلاف»، ممارسة معرفية تتوغل في تلافيف الظواهر الثقافية والدينية والعرقية، لتتكشف أمام الأنظار طبيعةُ تلك الظواهر، وآلية الممارسات الخادعة التي تقوم بها، سواء في إنتاج ذات تدّعي النقاء، كما تقول بذلك المرويات الإسلامية، أم في اختزال الآخر وفق نمطٍ يوافق منظورها، كما تريد المرويّات الغربية. وهدف هذا المشروع: توسيع مديات الوعي في الظواهر الحاكمة في عالمنا المعاصر، وتخصيب تشعُّباته النقدية، وإعطاء أهمية للبعد التاريخي للثقافات، دون أسرها في نطاق النزعات التاريخية. إن النقد، في نهاية المطاف، ممارسة تعي شرط حريتها، وهو تفكير في موضوع التمركز غربياً كان أم إسلامياً، من أجل إبطال نزعة التمركز وتخريب مقوّماتها الداخلية، هو نقد لا يتقصّد إيجاد قطيعة شكلية مع هذا أو ذاك؛ بل ترتيب علاقة نقدية وفق أسس حوارية وتفاعلية وتواصلية؛ بهدف إيجاد معرفة جديدة تقوم على مبدأ «الاختلاف»، الذي هو بديل لـ «المطابقة»، فيكون اختلافاً عن خرافات الذات المتمركزة على نفسها وأساطيرها، ومسلّمات الآخر، ومصادراته، ومغالطاته؛ فلا يمكن أن تكون معرفة «الآخر» مفيدة إلا إذا تمّ التفكير فيها نقدياً، والاشتغال بها بعيداً من سيطرة مفاهيم الإذعان والولاء والتبعية، وبعيداً من أحاسيس الطهرانية الذاتية وتقديس الأنا.
استخدم القدماء مصطلح «دار الإسلام» باعتباره نقيضاً لـ «دار الحرب». واستعمال مصطلح «العالم الإسلامي» الآن يوجب بحثا عن نقيض، وهو أمر أصبح محاطا بالحذر في عالم تداخلت مصالحه وعلاقاته وأفكاره وشعوبه، وتخلّص جزء كبير منه من سجالات القرون الوسطى التي قام نموذجها الفكري على الثنائيات الضدية: الإيمان والكفر. ليس من الحكمة الآن النظر إلى واقع دار الإسلام كما كان يُنظر إليها حينما كانت قائمة بالفعل؛ ولكن من المهمّ تأكيد خاصية الوحدة المتنوعة بشريا وثقافيا فيها، ويحسن تجنب استخدام المصطلح للتعبير عن رغبة كامنة في الوعي الإسلامي المعاصر الذي يواجه تحدّيات دنيوية أكثر ممّا هي دينية، فينظر إلى الماضي نظرة شفافة تستبعد الخصوصيات، التي أضفت على الإسلام الثقافي أبعادا خصبة في كلّ مكان وصل إليه. من الصحيح أنّ الإسلام كان عقيدة دينية، لكنّ مفهوم دار الإسلام كان يتأكّد وجوده من كونه عالماً دنيوياً واسعاً يشترك في تصوّرات ثقافية وأخلاقية متقاربة أكثر ممّا يمتثل لوحدة سياسية ودينية مطلقة.
لطالما جرى التأكيد على أنّ الغاية الأساسية للعولمة هي تركيب عالم متجانس تحلُّ فيه وحدة القيم، والتصوّرات، والرؤى، والأهداف، محلّ التشتّت، والتمزّق، والفرقة، وتضارب الأنساق الثقافية، غير أنّ هذهِ العولمة اختزلت العالم إلى مفهوم، بدل أن تتعامل معه على أنّه تشكيل متنوّع من القوى، والإرادات، والانتماءات، والثقافات، والتطّلعات. ووحدةٌ لا تقرُّ بالتنوّع، وتعترف به، ستؤدّي إلى تفجير نزعات التعصب المغلقة، والمطالبة بالخصوصيّات الضيّقة، والأصوليات العنيفة؛ فالعولمة بتعميمها النموذج الغربي، واستبعادها التشكيلات الثقافية الأصلية المتنوعة، أوقدت شرارة التفرّد الأعمى في العالم؛ ذلك أنّ بسط نموذج ثقافي بالقوّة لا يؤدّي إلى حلّ المشكلات الخاصة بالهوية والانتماء؛ بل يتسبّب في ظهور إيديولوجيات متطرّفة تدفع بمفاهيم جديدة حول نقاء الأصل وصفاء الهوية. وإضافةً إلى ذلك، إنّ عملية محاكاة النموذج الغربي ستقود إلى سلسلة لا نهائية من التقليد المفتعل الذي تصطرع فيه التصوّرات، وهو يصطدم بالنماذج الموروثة التي ستُبعَث على أنّها نُظمٌ رمزية تمثّل رأسمال قابل للاستثمار الإيديولوجي العنيف عرقيا وثقافيا ودينيا.