زايد المؤسس / مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

يتضمن قائمة مراجع ببليوغرافية صفحة: 157-196

قائمة المحتويات : النشأة و البدايات-حكم العين من عام 1964 إلى عام 1966-مرحلة حكم أبوظبي من عام 1966 إلى عام 1971-زايد و الاتحاد-زايد و بناء الدولة-زايد و العمل الإنساني- السياسة الخارجية-قالوا عن زايد.

إن أهم ما يميز هذا الكتاب ثلاثة أمور: الأمر الأول هو أنه يجمع بين المنهج العلمـي القائم على التوثيق الدقيق للحوادث والمعلومات، والأسلوب البسـيط البعيد عن التعقيد، الذي يعرض المعلومات بشكل مباشـر سهل الفهم والاستيعاب؛ وهذا يجعلـه َّ موجًهـا إلى القراء من كل الأعمار والمستويات العلمية، وليس ً مقصورا على المتخصصـين فقط. الأمـر الثاني هو أنه كتاب شامل; بمعنى أنه لا يتناول ً جانبا ً واحد، أو عددا من الجوانب المتعلقـة بسـيرة الشـيخ زايد، رحمه االله، كما يحدث في الكثير من الكتب، وإنما يقدم صورة متكاملـة بأسلوب مختصـر ومبسط؛ ومن َّ ثم, فإن قـراءة هـذا الكتـاب تـوفر معرفـة غزيـرة حـول الشـيخ زايد، سواء للدارسـين، أو البـاحثين، أو الإعلاميـين، أو حتـى للقـراء العـاديين، فضلا عن المهتمين بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وقائدها المؤسس. الأمر الثالث هو أن هذا الكتاب يعطي الأهمية الكبرى للجانب المعلوماتي القائم عـلى التوثيـق الـدقيق، من دون الاستغراق ً كثيرا في الجوانب التحليلية، وهو ما يتسق مع الهدف منه; وهو تقـديم معلومات شاملة َّ ومبسطة في الوقت نفسه، حول الشــيخ زايـد طيـب االله ثـراه إلى كـل المهتمين بالتعرف إلى هذا القائد التاريخي العظيم : السـيرة والمسـيرة.

وفي ضوء ما سبق يتكون هذا الكتاب من ثمانية فصول، يأتي الفصل الأول منها تحت عنوان: النشأة والبدايات، ويتناول الروافد المختلفة التي شكلت شخصـية الشـيخ زايـد، رحمه االله، وفكره، من حيث التعليم والتربية والسمات الشخصـية والبيئـة التـي نشـأ فيهـا وهواياته، وغيرها من الأمور التي وقفت وراء ظهور هـذه الشخصــية التاريخيـة الرائـدة والاستثنائية في التاريخ الإماراتي والخليجي والعربي والعالمي. ويجيء الفصل الثـاني تحـت عنوان: حكم العين، حيث يتناول الفترة التي حكم فيها الشـيخ زايد, طيب االله ثراه, مدينة العين خلال الفترة من عام 1946 إلى عام 1966 ,والإنجازات الكبيرة التـي حققهـا هنـاك على المستويات المختلفة، وكيف تعامل مع التحديات الكبـيرة التـي واجهتـه، فضـلا عـن عبقرية القيادة لديه، وقوة إرادته، ومنهجه في التوفيق بين القبائل، وفكره الوحدوي الـذي عن نفسه خلال هذه المرحلة في الكثير من المظاهر, أهمها ما قام بـه مـن دور َّعبر إيجـابي في إطار مجلس الإمارات المتصالحة منذ إنشائه في عام 1952 .وحول مرحلة حكم أبوظبي من عام 1966 إلى عام 1971 يجيء الفصل الثالث، الذي يتناول الـدور الكبـير الـذي قـام بـه الشـيخ زايد رحمه االله في بناء إمارة أبوظبي، وتحديثها على المستويات المختلفـة، وخاصـة الاقتصادية والمؤسسـية، وكيف كانت هذه المرحلة بمنزلة تمهيد لتحويل حلم الوحدة لدى الشـيخ زايد إلى واقع في عام 1971 .ويتعرض الفصل الرابع بالتفصيل لدور الشـيخ زايد، رحمه االله, في بناء دولة الاتحاد، متناولا الكثير من القضايا مثل: فلسفة الوحدة لدى الشـيخ زايد, طيب االله ثراه، وكيـف أنهـا كانـت تمثـل في رؤيتـه وفكره أساسـا للمنَعـة والتقـدم والاستقرار، والخطوات العملية التي اتخذها الشـيخ زايد على طريق تحقيق الوحدة منذ أن كان حاكما للعين، ثم حاكما لأبوظبي، والطريق الطويل والصعب الذي سـار فيـه في هـذا الخصوص، وهذا ًفضلا عن نهج الشـيخ زايـد في تحقيـق الوحـدة والمحافظـة عليهـا.

وفي الفصل الخامس من الكتاب, الذي يتحدث عن زايد وبناء الدولـة, يـتم التعـرض للدور الكبير الذي قام به الشـيخ زايد رحمه االله في بناء دولة الاتحاد عـلى المسـتويين الدسـتوري والمؤسسـي, ووضع تنمية الإنسان في قمة الأولويات، وتعزيـز نهـج الشـورى وســياسة الباب المفتوح، وبناء نموذج تنموي قائم على التوازن والشمول والاستدامة، وبناء قـوات مسلحة عصـرية، وتأسـيس نظام إداري متطور، إضافة إلى بناء نموذج تنموي يقـوم عـلى المواءمة بين الأصالة والمعاصـرة. ويهتم الفصل السادس بالجانب الإنساني في حياة الشـيخ زايد, حيث يتناول الكثير من القضايا مثل: روافد نهج الشـيخ زايـد في العمـل الإنسـاني، ورؤية الشـيخ زايد لكيفية التعامل مـع الثـروة، ومفهـوم وأسـس الشــيخ زايـد للعمـل الإنساني، وإنجازات الشـيخ زايد رحمه االله، في مجال العمل الإنساني، والتقـدير الإقليمـي والدولي للشـيخ زايد لدوره المتميز في العمل الإنساني والتنموي. أما الفصل السابع، فإنـه يركز على السـياسة الخارجية في فكر الشـيخ زايد, طيب االله ثراه, مـن خـلال الكثـير مـن الجوانب، لعل أهمها: أهداف السـياسة الخارجية لدى الشــيخ زايـد, رحمـه االله, ومبـادئ السـياسة الخارجية في فكره، ودوره في تعزيز العمل الخليجـي المشـترك، والعمـل العـربي المشترك، إضافة إلى دعم القضـية الفلسطينية، ورؤيته للعلاقات الدولية في حفـظ السـلام العالمي. وفي كل ما سبق؛ فإن الدعوة إلى السـلام، وحـل الخلافـات بـين الـدول بـالطرق السلمية، والـدعوة إلى التعـاون والتعاضـد الإنسـاني، كانـتً أهـدافاً رئيســية للســياسة الخارجية في فكر المغفور له, بإذن االله تعالى, الشـيخ زايد. ًوأخيراً يأتي الفصل الثامن تحـت عنوان "قالوا عن زايد"؛ ليرصد أهم الشـهادات التـي قالهـا القـادة والمسـؤولون العـرب والأجانب عن الشـيخ زايد, رحمه االله, ودوره المتميـز عـبر التـاريخ، فضـلاً عـن الجـوائز ومظاهر التكريم التي حظي بها من مؤسسات مختلفـة عالميـة وإقليميـة؛ بسـبب إسـهاماته الكبرى في خدمة الإنسانية والتنمية والسلام عبر العالم.
وعلى الرغم من أن كتاب “زايد المؤسس" يتبنَّى رؤية شاملة في تناول سـيرة الشــيخ زايد, طيب االله ثراه, ويحرص على التعرض للجوانـب المتعلقـة بهـذه الســيرة كافـة؛ فـإن حياته, رحمه االله, تظل دائماً مادة ثرية للبحث والتنقيب أمام الباحثين عبر التاريخ، كـما أنهـا من العمق والغزارة بحيث لا يمكن لكتاب، مهما كانت شموليته، الإحاطـة الكاملـة بهـا، ومن ثم يظل الكتاب الذي بين أيدينا محاولة بحثية في سـيرة قائد إماراتي عظيم، تحتـاج إلى المزيد من الجهد والتطوير في المستقبل؛ حتى يمكـن إيفـاء كـل جوانـب القيـادة العبقريـة للشـيخ زايد, رحمه االله, حقها.