تاريخ العلاقات السياسية و الاقتصادية بين العراق و منطقة الخليج العربي / د. حسين علي المسري.

الإخراج الفني : زهر الدين العقرب.

يتضمن قائمة مراجع ببليوجرافية : صفحة 311-346.

حقائق جغرافية وتاريخية حول منطقة الخليج -- الحقائق الجغرافية -- الأوضاع السياسية في منطقة الخليج -- العلاقات السياسية مع البحرين -- العلاقات السياسية مع عمان -- الحركات الثورية المناهضة للخلافة العباسية -- العلاقات الاقتصادية بين العراق ومنطقة الخليج -- أهمية الخليج في التجارة العالمية -- العلاقات الاقتصادية مع العراق.

وتشير الدلائل على أن منطقة الخليج العربي شاركت مشاركة فاعلة في البناء الحضاري للعالم قبل ظهور الإسلام وفي ظل الإسلام. وهو يشغل موقعا استراتيجيا مرموقا بين طرق التجارة العالمية، فعن طريقه كان يتم تبادل السلع التجارية بين الشرق والغرب عبر حقب التاريخ، وهو بذلك الشريان الذي كان يزود العالم القديم والوسيط بسلع الشرق فضلا عن خبراته الاقتصادية الوفيرة من لآلى بحرية ومعادن وفيرة. وبانتقال حاضرة الخلافة من دمشق إلى بغداد ازدادت الأهمية التجارية لهذا الخليج، وترتب على ذلك انتقال الأهمية التجارية من البحر المتوسط إلى الخليج العربي، فعن طريقه كانت تصدر معظم السلع التجارية التي تحتاج إليها الخلافة العباسية وبذلك ازدهرت الحياة الاقتصادية في الأقطار المطلة على سواحله، وظهرت نتيجة لذلك بعض المدن التجارية التي كان لها دور بارز في نقل السلع التجارية بين الشرق والغرب، من أمثلها، دارين في البحرين وصحار على ساخل خليج عمان وسيراف والقطيف تقع على الساحل الغربي للخليج العربي. أبرز البلدانيون والرحالة المسلمون القدامى في كتاباتهم عن الخليج العربي أهميته الجغرافية الاقتصادية، فتحدثوا عن ثرواته المعدنية والحيوانية، وعن الهجرات البشرية التي استقرت على سواحله، وعن جزره وعن الأراضي المحيطة به كما كتبوا عن طوله وعرضه وعمق مياهه وعن الأوقات المناسبة للإبحار فيه. فمن أقوالهم عن هذا الخليج، إجماعهم تقريباً على أنه يستمد مياهه من البحر المحيط، وقولهم: إن الخليج العربي فرع من البحر المحيط ، ويذكر ابن رستة أبو علي أحمد بن عمر (توفي في أوائل القرن الرابع الهجري)، أن عدد البحار التي تخرج من هذا المحيط خمسة أبحر ، ويقول الاصطخري أبو إسحاق إبراهيم بن فارس (توفي ٣٤٤هـ ، ٩٥٩م) إن أعظم هذه البحار بحر فارس، أي الخليج العربي، ثم يليه بحر الروم أي البحر المتوسط.