التأويل عند السيد حيدر الآملي (ت 787 هـ) / موفق مجيد ليلو.

يركز كتاب "التأويل عند السيد حيدر الآملي" على عرض نظرية الآملي في التأويل، والتي تتميز بكونها محصورة في النص القرآني فقط، مع الالتزام بضوابط مستمدة من القرآن والسنة، وتقوم على الجمع بين الشريعة والطريقة والحقيقة دون تعارض بينها. يرى الآملي أن التأويل الحقيقي ليس مجرد تفسير لفظي أو لغوي، بل هو تطابق بين عوالم ثلاثة: القرآن، والآفاق (العالم الخارجي)، والأنفس (الإنسان)، بحيث يكشف التأويل عن المعاني الباطنية للآيات وفق مقامات روحية ودرجات معرفية. ويشترط الآملي أن يكون المؤوِّل من "الراسخين في العلم" ممن بلغوا مرتبة التقوى والسنخية مع حقائق القرآن. كما يميز بين مستويات التأويل بدءاً من النقطة والحرف وصولاً إلى الكلمة والآية والكتاب كله، ويبرز دور الرمزية والمجاز في الكشف عن الأسرار الإلهية، مع اهتمام خاص برمزية الأعداد والحروف والنور. ويطبق الآملي نظريته على موضوعات مثل الذات الإلهية، والكتاب التدويني (القرآن)، وعالم الأنفس، ويعرض نماذج تطبيقية كتأويل سورة الفاتحة. وتبرز أهمية كتابه في كونه يجمع بين الرؤية العرفانية والفلسفية والبلاغية، ويؤسس لمنهج تأويلي متكامل يربط بين ظاهر النص وباطنه، ويؤثر في مدارس التفسير والعرفان اللاحقة.