دور العامل السياسي في انتشار المذهب الأشعري في المشرق الإسلامي و مغربه / مصطفى مغزاوي.

يبرز كتاب "دور العامل السياسي في انتشار المذهب الأشعري في المشرق الإسلامي ومغربه" لمصطفى مغزاوي الأثر الحاسم للعامل السياسي في ترسيخ المذهب الأشعري وانتشاره بين القرنين الخامس والثامن الهجريين. يشير المؤلف إلى أن تبني السلطات الحاكمة للمذهب الأشعري، سواء عبر الدعم الرسمي أو الإلزام، كان له الدور الأكبر في جعله المذهب السائد في العديد من الأقاليم الإسلامية، مثل المشرق والمغرب والأندلس ومصر. فقد لعبت شخصيات سياسية مثل نظام الملك، وزير السلاجقة، ومحمد بن تومرت، مؤسس الدولة الموحدية في المغرب، دورًا محوريًا في نشر المذهب من خلال إنشاء المدارس النظامية وتبني العقيدة الأشعرية رسميًا، بل وفرضها أحيانًا بقوة السيف. ويخلص الباحث إلى أن التحالف بين السلطة السياسية والعلماء كان عاملاً رئيسيًا في ترسيخ المذهب، إذ أن الناس غالبًا ما يتبعون دين ملوكهم وعلمائهم، وأن العامل السياسي كان أكثر تأثيرًا من قوة البرهان العلمي في انتشار الأشعرية، مما جعلها قوة عقائدية وسياسية ذات وزن في العالم الإسلامي خلال تلك الحقبة