نهاية الداعية : الممكن و الممتنع في أدوار المثقفين / الدكتور عبد الإله بلقزيز.

يقدم عبد الإله بلقزيز في كتابه "نهاية الداعية: الممكن والممتنع في أدوار المثقفين" رؤية نقدية عميقة لدور المثقف العربي الحديث، متتبعاً تحولات مكانته ووظيفته في المجتمع. يناقش الكتاب كيف انتقل المثقف من موقع الداعية وصاحب الدور الرسالي إلى حالة من التراجع والاضطراب، نتيجة زوال الحاجة السلطوية إليه وتغير علاقة السلطة بالمجتمع، ما دفع المثقف للبحث عن اعتراف الدولة به بعد أن كان يمنحها الشرعية. ينتقد بلقزيز أوهام المثقف حول ذاته، ويميز بين الممكن والممتنع في أدواره، مشيراً إلى أمراض النرجسية والسادية الثقافية، ويدعو إلى مراجعة نقدية لتاريخ المثقف العربي وأوهامه، وإلى تأسيس التزام جديد متزن بعيداً عن تضخيم الدور التاريخي أو ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة. يؤكد الكاتب أن دور المثقف لم ينتهِ تماماً، لكنه يتطلب إعادة تعريف، بحيث ينحصر في إنتاج المعرفة والتنوير وخدمة المجتمع ضمن حدود واقعية، بعيداً عن الأدوار الأسطورية والمبالغات الذاتية