الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و مخاطر التوسع في القروض الاستهلاكية في الأراضي الفلسطينية المحتلة / فتحي سروجي، مهند أبو رجيلة.

يتناول كتاب "الآثار الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر التوسع في القروض الاستهلاكية في الأراضي الفلسطينية المحتلة" بالدراسة والتحليل ظاهرة انتشار القروض الاستهلاكية بين الأفراد الفلسطينيين، ويركز على انعكاساتها على الاقتصاد والمجتمع المحلي. يوضح الكتاب أن التوسع في منح هذه القروض جاء نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني الأجور، ما دفع شريحة واسعة من المواطنين، خاصة الموظفين، إلى اللجوء للاقتراض لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الزواج، بناء المنازل، أو شراء السيارات، في ظل صعوبة الادخار. ورغم أن القروض الاستهلاكية ساهمت مؤقتاً في تنشيط الأسواق وتحريك عجلة الاستهلاك، إلا أنها أدت إلى استنزاف جزء كبير من دخول الأسر الفلسطينية، حيث يذهب ما يقارب نصف رواتب الكثيرين لسداد الأقساط، ما يفاقم الأعباء المالية ويؤدي إلى تراجع مستوى المعيشة وانتشار المشاكل الاجتماعية مثل التفكك الأسري وزيادة حالات التعثر المالي. كما أشار الكتاب إلى أن البنوك تفضل منح القروض الاستهلاكية لسهولة تحصيلها وضمانها بالرواتب، على حساب تمويل الاستثمارات الإنتاجية، مما يحد من فرص النمو الاقتصادي المستدام ويخلق اختلالاً في الدورة الاقتصادية. خلص الكتاب إلى ضرورة ضبط التوسع في القروض الاستهلاكية وتوجيه السياسات المالية نحو تعزيز الاستثمار الإنتاجي، مع أهمية رفع الوعي المجتمعي بمخاطر الإفراط في الاقتراض، لتفادي الأزمات المالية والاجتماعية المستقبلية.