حوار أبوظبي : تحديات وفرص التغيير في القرن الحادي و العشرين / مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية.

يستند هذا الكتاب إلى وقائع المؤتمر السنوي الرابع والعشرين الذي ينظمة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان "حوار أبوظبي : تحديات و فرص التغيير في القرن الحادي و العشرين" والذي عقد عام 2019م.

يتضمن قائمة مراجع ببليوجرافية

قائمة المحتويات :

جاء انعقاد المؤتمر السنوي الرابع والعشـرين لمركز الإمارات للدراسـات والبحـوث الاستراتيجية, الذي حمل عنوان "حوار أبوظبي : تحديات وفرص التغيير في القرن الحـادي والعشـرين", وسط جملة من التغييرات التي اجتاحت المشهد العـالمي والسـاحة العربيـة مخلًفة واقعاً ضبابي المعالم؛ تزداد معه صعوبة تحديد الاستراتيجيات السليمة، ووضع الرؤى المستقبلية المستندة إلى الفهم الموضوعي لهذا الواقع. وقد حاول هـذا المـؤتمر الإجابـة عـن عدد من الأسئلة حول التكنولوجيا الحديثة ومستقبل الطاقة, والاستجابة للتغييرات َالمهمة في المجـالات الأمنيـة، وطبيعـة الحـروب، والاسـتراتيجيات الصـناعية المسـتدامة؛ ودور التعليم في الأعمال، والتغيرات الاجتماعية والثقافية؛ كما ألقى المؤتمر الضوء على آثـار تلـك المتغيرات في الهوية الوطنية، ولاسـيما بدولـة الإمـارات العربيـة المتحـدة والعـالم العـربي, وناقش الإعلام الجديد وأثره في القيم الاجتماعية ومستقبل اللغة العربية.
ويأتي هذا الكتاب كـذلك ًتأكيـداً لحـرص مركـز الإمـارات للدراسـات والبحـوث الاستراتيجية على أن يسهم مؤتمره السنوي الرابع والعشــرون, بمناقشـاته ومخرجاتـه, في زيادة الوعي بمجموعة من الموضوعات المهمة, التي تمثل تحديات وفرصًا في القرن الحادي والعشـرين, مثل: التكنولوجيا ومستقبل الوقود الأحفوري, وآفاق التطور في مجال الطاقة ّ المتجددة, ومستقبل الكهرباء في مزيج الطاقة العـالمي, والتغـير في طبيعـة الحـروب, وأثـر التكنولوجيا في الأمن الداخلي, وإدارة الأزمات في ظل التطـور التكنولـوجي. كـما تنـاول المؤتمر موضوعات متعلقة بالاستراتيجية الصناعية والتنافسـية الدولية، والاسـتراتيجيات المبنية على المعطيات المكانية والتخصص الذكي والنظام الإيكولـوجي، والتعلـيم في مجـال الأعمال، والاستراتيجيات الصناعية المطلوبة لتحقيق ازدهـار مسـتدام. إضـافة إلى تنـاول قضايا الإعلام الجديد وأثره في القيم الاجتماعية والهوية الوطنية في ظل التغـيرات العالميـة ومستقبل اللغة العربية.
فمن خلال فصول الكتاب الخمسة ناقش المشاركون هذه التحديات، وفرص التغيير في القرن الحادي والعشـرين; فكانت البداية مع ضـرار بالهول الفلاسـي، الذي تنـاول في الفصل الأول تجربة الهوية الوطنية الإماراتية في زمـن العولمـة؛ حيـث إن العولمـة فرضـت تحدياتها على مختلف جوانب الحياة المعاصـرة، ومن بينها الهوية الوطنية وقيمها، ومكونات تفجـر ثـورة الاتصـالات الشخصـية الوطنية في مختلف بلدان العالم، وعـلى الأخـص مـع تفجر ثورة الاتصالات والمعلومات, والانفتاح الكبير في وسائل الإعـلام. وفي دولـة الإمـارات العربيـة المتحـدة يضاف إلى ذلك تحد آخر يتمثل في خلل التركيبة السكانية، التي هي عنصـر مهم في مسـيرة الحفـاظ عـلى الهويـة الوطنيـة وتجنُّـب الـذوبان. ومـع انتشـار العولمـة في المكونـات غـير الاقتصادية للمجتمعات المعاصـرة، وتنوع قنوات التأثير المستجدة في الأجيال الشابة, وما تبعها من غزو ثقافي وفكري, موجهاً كان أو عفوياً، تصبح الهوية الوطنية المرتبطة بالدولـة ًجزءا أساسـياً من أدوات حماية السلم الوطني والاستقرار الاجتماعي من هذه التحـديات المستوردة، والمخاطر الناجمة عنهاً اجتماعياً وثقافياً وسـياسـياً وكذلك أمنياً.