صورة الغلاف المحلية
صورة الغلاف المحلية
عرض عادي

التقرير الإستراتيجي السنوي / المعهد الدولي للدراسات الإيرانية

بواسطة:نوع المادة : مصدر مستمرمصدر مستمراللغة: عربي الناشر:الرياض : المعهد الدولي للدراسات الإيرانية وصف:مجلد ؛ 24 سمنوع المحتوى:
  • نص
نوع الوسائط:
  • دون وسيط
نوع الناقل:
  • مجلد
الموضوع:تصنيف مكتبة الكونجرس:
  • DS274 .M34
موارد على الانترنت:ملخص:التقرير الاستراتيجي السنوي 2020 : صدرَ عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، التقرير الإستراتيجي للعام 2020م الذي يرصُد ويحلِّل من خلال البيانات والمعلومات بجهدٍ بحثيّ، التفاعُلات الدولية والمستجدّات والتطوّرات التي شهدتها الساحةُ الإيرانية خلال العام الماضي. يسلِّط التقرير الضوء على كامل المشهد، والذي أحاطت به خلال عام 2020م بيئةٌ دوليّةٌ جديدة على أثرِ تحولاتٍ كثيرة كشفتها جائحةُ «كورونا» وحضور الصين القوى على الساحة الدوليّة، وعلى الرغمِ من التحوّلات بسبب تصاعُد الانقسام أو «الاستقطاب الجديد» كملمَحٍ لنهايات حُكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلَّا أنَّ التقريرَ أكَّد على أنَّ السياسةَ الأمريكية لا تصنعُها فقط الخِياراتُ السياسيّة الكُبرى للحزبين الديمقراطي والجمهوري، إنما المؤسّسات الأمريكية الراسخة والمصالح العُليا وقضايا الأمن القومي. كما عكَس التقرير قضيةَ الإسلامِ السياسي كقضيةِ فصائل وتنظيماتٍ محليّة ترغبُ في الانقضاضِ على السُلطة في العديد من البُلدان العربية والإسلامية، بل صارت تشكِّلُ هاجسًا حقيقيًّا لدى كثيرٍ من دول العالم في الشرق والغرب. ومِن خلال هذه المِلفات المُتداخلة في تفاعُلاتها والمُتراكمة في آثارها ونتائجها، ركَّز التقرير على المستوى الداخلي، أيديولوجيًّا؛ حيث واجهت إيران انتقاداتٍ شعبية ضدّ رجال الدين تزامَنت مع التفاعُلات السياسية. كما كان لتردِّي الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة تأثيرهُ على أكثر القضايا المجتمعية إلحاحًا. وحلَّل التقرير عبرَ المِلف الاقتصادي، كيف أثَّرت متغيِّراتٌ مهمَّة على الأوضاعِ الاقتصاديّة، وهي: استمرارُ العقوبات الأمريكية، وتفشِّي فيروس «كورونا»، واستمرارُ النظامِ في تبنِّي سياسةِ «الاقتصاد المُقاوِم»، فيما لفَت إلى التراجُع في النشاطات العسكريّة. وفي الشأن العربي، تطرَّق التقرير إلى تكثيفِ دولِ مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهودَها الدبلوماسية؛ لتوضيح ما يمثِّله السلوكُ الإيراني من خطرٍ على الأمن والسِلْم العالميّيْن، وكشفَ عن تصعِيد الحوثيين في اليمن باستخدام الصواريخ والطائرات المسيَّرة، واستهداف دولِ الجوار والملاحةِ الدولية، وكذلك تحوُّلِ العراقِ إلى ساحةِ مواجهةٍ بين إيران والولايات المتحدة، وترسيخِ التواجُد الإيراني في سوريا، إضافةً إلى استمرارِ معاناة لبنان من هيمنةِ «حزب الله» على الحياةِ السياسية. ونوَّه التقرير إلى تواصُل تفاعُلات تأثيرِ الشأنِ الدولي على مُجمَل الحالةِ الإيرانية؛ بسببِ إستراتيجيةِ الضغوطِ القصوى المُنفَّذة من قِبَل الولايات المتحدة، وتداعيات المِلف النووي على كافَّة العلاقات الخارجية الإيرانية؛ وأوضَح أنَّه في ظلِّ التَّماهي بين إيران وروسيا، اتّخذ البلدان خطواتٍ ثابتة وتصاعُدية في مساراتِ التعاونِ الاقتصادي، الثُنائي ومُتعدِّد الأطراف. أما على صعيد العلاقات الإيرانية-الأوروبية، فقد تعاطى الطرفان حول المِلف النووي، ومِلف حقوقِ الإنسانِ في إيران، ومواجهةِ جائحةِ «كورونا». وتناولَ التقرير الاصطفاف الصيني إلى جانب إيران في وجهِ السعي الأمريكي لتمديدِ حظرِ التسلُّح على طهران، كما تعرَّض لاتفاقيةِ التعاونِ الشاملة بين البلدين، وكشَف التقرير عن أنَّ تفاعُلات إيران مع الهند وباكستان تعتمدُ على سياساتِ الولايات المتحدة تجاهها؛ وغير بعيدٍ من ذلك علاقاتُ إيران بأفغانستان التي حافَظت على تفاعُلها، وناقش التقرير ملفات العلاقات الإيرانية-التركية، ما يتّصلُ بدوائر الصراع في سوريا وإقليم ناغورنو كاراباخ، وما يشملُ توافُقاتٍ سياسية وعسكرية ومصالح اقتصادية مُشتركة، وتناول كذلك اتّسام طبيعةِ العلاقات بين إيران ودول آسيا الوسطى بحالةٍ من الاستقرار السياسي والاقتصادي. وخَلُص التقرير الإستراتيجي للعام 2020م إلى استنتاجٍ مفادُه أنَّ إيران في هذا العام غلَب على توجُّهِها العام الرغبةُ في التهدئة والرهانُ على عاملِ الوقت. وتنبَّأ التقرير بأنَّ العام 2021م بالنسبة لإيران ستتعمَّقُ فيه الأزماتُ الداخلية، وتوقَّع ازديادَ حدَّة التعاطي مع الإدارة الأمريكية الجديدة وَفق السيناريوهات المُرجِّحة، وازدياد الفجوةُ بين إيران وأوروبا، وفقدان إيران لنفوذِها في العراق وسوريا. كما توقَّع عدمَ حدوثِ انفراجٍ ملحوظٍ بين إيران ودولِ مجلس التعاون الخليجي. وأخيرًا، التمَس التقريرُ من دولِ المجلس استشعارَ المخاطر وامتلاكَ الإرادةَ السياسية لبلورةِ مُقارباتٍ سياسيةٍ وقُدراتٍ دفاعيةٍ مشتركة للحدِّ من التحدّيات الإيرانية المتوقَّعة، بالإضافةِ إلى تكثيفِ التعاونِ والتنسيق مع الحُلفاءِ الإستراتيجيين حول العالم.ملخص:التقرير الاستراتيجي السنوي 2021 : أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريره الإستراتيجي السنوي السادس لعام 2021م، في 204 صفحات، وهو الإصدار المتواصل منذ خمسة أعوام، إذ صدرت نسخته الأولى في ديسمبر 2016م. ودرج التقرير على أن يأتي موثقًا بالمعلومات والإحصاءات، ومدعمًا بالجداول والرسوم التوضيحية، والرصد والاستقراء والتحليل. ويُلاحَظ في هذا التقرير اتساع الرؤية الجديدة تبعًا لاتساع دوائر الاهتمام وقضايا التناول. واستعرض تقرير 2021م المتغيرات في البيئة الدولية، في إطار الصراع الأمريكي-الصيني، بالإضافة إلى احتفاظ القوى الأوروبية بمكانتها في النظام الدولي من منطلق تحالفها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، فيما عرج على تداعيات جائحة كورونا على مستوى النظام الدولي وقواه الدولية والإقليمية، وتبعاته المقرونة بنقص في توفير إمدادات الطاقة وارتفاع أسعارها. وسلّط التقرير الضوء على كامل المشهد، الذي أحاطت به الأحداث في الشرق الأوسط نتيجة تغيُّر الإدارة الأمريكية، وتبنّيها سياسات جديدة، ألقت بظلالها على المشهد الإقليمي. كما أشار إلى انحسار تنظيم «داعش» في العراق وسوريا وشبه جزيرة سيناء في مصر، والمغرب العربي، ومحاولات تمدّده في إفريقيا. وجاء التقرير كاشفًا لما يدور في إيران وتفاعلاتها الداخلية وعَلاقاتها مع الدول العربية والمجتمع الدولي. فأيديولوجيًّا، أوضح استمرار النظام الإيراني في تعزيز شرعيته الداخلية عبر توظيف الدين واستغلال الفتوى لمواجهة دعوات مقاطعة الانتخابات، وإسقاط خصومه من المعارضة. واجتماعيًّا، أبان تضاعف مؤشرات الفقر وتعرض إيران لعدد من موجات فيروس كورونا، وارتفاع مؤشر المخاطر الاجتماعية الأخرى. واقتصاديًّا، كشف التقرير عن استمرار الأداء الاقتصادي السيئ، مع تحسن محدود بفعل زيادة مبيعات النفط للصين ونموّ التجارة الخارجية. أما عسكريًّا، فقد أوضح التقرير مواصلة سعي إيران للحصول على التقنيات والمعدات العسكرية عبر القرصنة والسوق السوداء من أجل دعم عقيدتها في «الدفاع الأمامي». وحلّل التقرير في الشأن العربي مسار العَلاقات الخليجية-الإيرانية الذي اتسم بمقارباتٍ لنزع فتيل التوتر في المنطقة، والسعي الخليجي لتقديم نيات حسنة تجاه إيران، فيما عرج على تطوّرات الأزمة اليمنية، وما شهدته من تصعيدٍ حوثي على محافظة مأرب وتقديم إيران دعمًا عسكريًّا كبيرًا للحوثيين. وعلى الساحة العراقية، تناول التقرير جمود النفوذ الإيراني على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والثقافية، فيما شهد على الصعيد السياسي تراجعًا كبيرًا بدا في الانتخابات الأخيرة. وفي سوريا، استعرض التقرير التطوّرات السياسية التي طالت الوجود الإيراني ودوره النافذ، مرورًا بلبنان، مستعرضًا الملف الحكومي وملف الوقود، ودور إيران وذراعها «حزب الله» في كلا الملفين. أمّا في الشأن الدولي، فقد تناول التقرير ما أحدثته إدارة جو بايدن من تحول جذري في عَلاقة الولايات المتحدة بإيران، باستناد إستراتيجيتها إلى الدبلوماسية من أجل إحياء الاتفاق النووي، وتخفيف حدة التوترات بين إيران ودول المنطقة. كما ناقش التعاون الروسي-الإيراني، ودعم موسكو طهران في مفاوضات البرنامج النووي، مطالبةً برفع العقوبات الأمريكية عنها. ونوه التقرير بمرور العَلاقات الإيرانية-الأوروبية بتجاذبات حول القضية النووية، والضغط على إيران في مجالات حقوق الإنسان والإرهاب. وحلّل التقرير وقوف الصين خلف إيران في خضمّ الاتفاق النووي، واستمرار دعمها لها في الصناعة النووية، وتعميق التعاون بتوقيع «وثيقة التعاون الإستراتيجي»، وانضمام طهران إلى «منظمة شنغهاي للتعاون»، والمساعدة في توفير لقاح كورونا. وأشار إلى تقاطعات العَلاقات بين إيران والصين، مع عَلاقات الأخيرة بالسعودية وإسرائيل وأفغانستان. وأبان التقرير مرور العَلاقات الإيرانية-التركية عبر قضايا تزايد حدّة التنافس في الساحة العراقية، وبروز التعاون النسبي بين الطرفين ضد إشكالية اللاجئين الأفغان، وتصادم الرؤى وتعارض المصالح في الساحة الأذربيجانية. كما تطرَّق إلى تفاعلات العَلاقات الإيرانية-الباكستانية، التي تأثرت بالتطوّرات التي شهدتها كلّ من أفغانستان وأذربيجان. وكذلك سعي إيران للتعامل مع الوقائع الإستراتيجية الناشئة عن وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة روسية، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعودة «طالبان» إلى الحكم وما طرأ من تغييرات جوهرية إلى المشهد السياسي. وختم التقرير باستشراف التطوّرات المتوقعة في 2022م والأعوام القادمة، نتيجة للمستجدات التي برزت في 2021م، فإنَّ أبرز التأثيرات التي توقَّع التقرير الإستراتيجي حدوثها في 2022م هي زيادة وتيرة التفاعلات الداخلية في إيران وعَلاقاتها مع الدول العربية والمجتمع الدولي، ودخول المفاوضات حول الاتفاق النووي مرحلتها النهائية، مع تركيز أطراف التفاوض على عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها النووية، ما سيضع إيران على حافة اتخاذ قرارات صعبة، أملًا في رفع العقوبات، التي ستنعكس بدورها على مدى مواصلة الصين تمليك إيران قدرات اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية، وتقاطعها مع مصالحها الأخرى في المنطقة. كما توقع التقرير أنّه سواء خفضت إيران تقديرات ميزانيتها العسكرية ومخصصاتها أو رفعتها في حال حدوث انفراجة في محادثات فيينا، فإنَّها ستواجه صعوبات كبيرة في جبهات القتال في سوريا والعراق ولبنان واليمن. كما أنَّ تعقيدات المشهد الإقليمي باستيلاء «طالبان» على الحكم قد يعرّض إيران لتهديدات ومخاطر، وللوجود المؤثر للمنافسين الإقليميين في أفغانستان.
المقتنيات
نوع المادة المكتبة الحالية المجموعة رقم الطلب رقم النسخة حالة تاريخ الإستحقاق الباركود
التقارير التقارير UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات Reports Collection | مجموعة التقارير Report | تقارير DS274 .M34 2020 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.1 Library Use Only | داخل المكتبة فقط 30020000203688
التقارير التقارير UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات Reports Collection | مجموعة التقارير Report | تقارير DS274 .M34 2021 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.1 Library Use Only | داخل المكتبة فقط 30020000203686
التقارير التقارير UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات Reports Collection | مجموعة التقارير Report | تقارير DS274 .M34 2020 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.2 Library Use Only | داخل المكتبة فقط 30020000203687
التقارير التقارير UAE Federation Library | مكتبة اتحاد الإمارات Reports Collection | مجموعة التقارير Report | تقارير DS274 .M34 2021 (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) C.2 Library Use Only | داخل المكتبة فقط 30020000203685

التقرير الاستراتيجي السنوي 2020 :

صدرَ عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، التقرير الإستراتيجي للعام 2020م الذي يرصُد ويحلِّل من خلال البيانات والمعلومات بجهدٍ بحثيّ، التفاعُلات الدولية والمستجدّات والتطوّرات التي شهدتها الساحةُ الإيرانية خلال العام الماضي.

يسلِّط التقرير الضوء على كامل المشهد، والذي أحاطت به خلال عام 2020م بيئةٌ دوليّةٌ جديدة على أثرِ تحولاتٍ كثيرة كشفتها جائحةُ «كورونا» وحضور الصين القوى على الساحة الدوليّة، وعلى الرغمِ من التحوّلات بسبب تصاعُد الانقسام أو «الاستقطاب الجديد» كملمَحٍ لنهايات حُكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلَّا أنَّ التقريرَ أكَّد على أنَّ السياسةَ الأمريكية لا تصنعُها فقط الخِياراتُ السياسيّة الكُبرى للحزبين الديمقراطي والجمهوري، إنما المؤسّسات الأمريكية الراسخة والمصالح العُليا وقضايا الأمن القومي. كما عكَس التقرير قضيةَ الإسلامِ السياسي كقضيةِ فصائل وتنظيماتٍ محليّة ترغبُ في الانقضاضِ على السُلطة في العديد من البُلدان العربية والإسلامية، بل صارت تشكِّلُ هاجسًا حقيقيًّا لدى كثيرٍ من دول العالم في الشرق والغرب.

ومِن خلال هذه المِلفات المُتداخلة في تفاعُلاتها والمُتراكمة في آثارها ونتائجها، ركَّز التقرير على المستوى الداخلي، أيديولوجيًّا؛ حيث واجهت إيران انتقاداتٍ شعبية ضدّ رجال الدين تزامَنت مع التفاعُلات السياسية. كما كان لتردِّي الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة تأثيرهُ على أكثر القضايا المجتمعية إلحاحًا. وحلَّل التقرير عبرَ المِلف الاقتصادي، كيف أثَّرت متغيِّراتٌ مهمَّة على الأوضاعِ الاقتصاديّة، وهي: استمرارُ العقوبات الأمريكية، وتفشِّي فيروس «كورونا»، واستمرارُ النظامِ في تبنِّي سياسةِ «الاقتصاد المُقاوِم»، فيما لفَت إلى التراجُع في النشاطات العسكريّة. وفي الشأن العربي، تطرَّق التقرير إلى تكثيفِ دولِ مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهودَها الدبلوماسية؛ لتوضيح ما يمثِّله السلوكُ الإيراني من خطرٍ على الأمن والسِلْم العالميّيْن، وكشفَ عن تصعِيد الحوثيين في اليمن باستخدام الصواريخ والطائرات المسيَّرة، واستهداف دولِ الجوار والملاحةِ الدولية، وكذلك تحوُّلِ العراقِ إلى ساحةِ مواجهةٍ بين إيران والولايات المتحدة، وترسيخِ التواجُد الإيراني في سوريا، إضافةً إلى استمرارِ معاناة لبنان من هيمنةِ «حزب الله» على الحياةِ السياسية.

ونوَّه التقرير إلى تواصُل تفاعُلات تأثيرِ الشأنِ الدولي على مُجمَل الحالةِ الإيرانية؛ بسببِ إستراتيجيةِ الضغوطِ القصوى المُنفَّذة من قِبَل الولايات المتحدة، وتداعيات المِلف النووي على كافَّة العلاقات الخارجية الإيرانية؛ وأوضَح أنَّه في ظلِّ التَّماهي بين إيران وروسيا، اتّخذ البلدان خطواتٍ ثابتة وتصاعُدية في مساراتِ التعاونِ الاقتصادي، الثُنائي ومُتعدِّد الأطراف. أما على صعيد العلاقات الإيرانية-الأوروبية، فقد تعاطى الطرفان حول المِلف النووي، ومِلف حقوقِ الإنسانِ في إيران، ومواجهةِ جائحةِ «كورونا».

وتناولَ التقرير الاصطفاف الصيني إلى جانب إيران في وجهِ السعي الأمريكي لتمديدِ حظرِ التسلُّح على طهران، كما تعرَّض لاتفاقيةِ التعاونِ الشاملة بين البلدين، وكشَف التقرير عن أنَّ تفاعُلات إيران مع الهند وباكستان تعتمدُ على سياساتِ الولايات المتحدة تجاهها؛ وغير بعيدٍ من ذلك علاقاتُ إيران بأفغانستان التي حافَظت على تفاعُلها، وناقش التقرير ملفات العلاقات الإيرانية-التركية، ما يتّصلُ بدوائر الصراع في سوريا وإقليم ناغورنو كاراباخ، وما يشملُ توافُقاتٍ سياسية وعسكرية ومصالح اقتصادية مُشتركة، وتناول كذلك اتّسام طبيعةِ العلاقات بين إيران ودول آسيا الوسطى بحالةٍ من الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وخَلُص التقرير الإستراتيجي للعام 2020م إلى استنتاجٍ مفادُه أنَّ إيران في هذا العام غلَب على توجُّهِها العام الرغبةُ في التهدئة والرهانُ على عاملِ الوقت.

وتنبَّأ التقرير بأنَّ العام 2021م بالنسبة لإيران ستتعمَّقُ فيه الأزماتُ الداخلية، وتوقَّع ازديادَ حدَّة التعاطي مع الإدارة الأمريكية الجديدة وَفق السيناريوهات المُرجِّحة، وازدياد الفجوةُ بين إيران وأوروبا، وفقدان إيران لنفوذِها في العراق وسوريا. كما توقَّع عدمَ حدوثِ انفراجٍ ملحوظٍ بين إيران ودولِ مجلس التعاون الخليجي.

وأخيرًا، التمَس التقريرُ من دولِ المجلس استشعارَ المخاطر وامتلاكَ الإرادةَ السياسية لبلورةِ مُقارباتٍ سياسيةٍ وقُدراتٍ دفاعيةٍ مشتركة للحدِّ من التحدّيات الإيرانية المتوقَّعة، بالإضافةِ إلى تكثيفِ التعاونِ والتنسيق مع الحُلفاءِ الإستراتيجيين حول العالم.

التقرير الاستراتيجي السنوي 2021 :

أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريره الإستراتيجي السنوي السادس لعام 2021م، في 204 صفحات، وهو الإصدار المتواصل منذ خمسة أعوام، إذ صدرت نسخته الأولى في ديسمبر 2016م. ودرج التقرير على أن يأتي موثقًا بالمعلومات والإحصاءات، ومدعمًا بالجداول والرسوم التوضيحية، والرصد والاستقراء والتحليل. ويُلاحَظ في هذا التقرير اتساع الرؤية الجديدة تبعًا لاتساع دوائر الاهتمام وقضايا التناول.

واستعرض تقرير 2021م المتغيرات في البيئة الدولية، في إطار الصراع الأمريكي-الصيني، بالإضافة إلى احتفاظ القوى الأوروبية بمكانتها في النظام الدولي من منطلق تحالفها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، فيما عرج على تداعيات جائحة كورونا على مستوى النظام الدولي وقواه الدولية والإقليمية، وتبعاته المقرونة بنقص في توفير إمدادات الطاقة وارتفاع أسعارها. وسلّط التقرير الضوء على كامل المشهد، الذي أحاطت به الأحداث في الشرق الأوسط نتيجة تغيُّر الإدارة الأمريكية، وتبنّيها سياسات جديدة، ألقت بظلالها على المشهد الإقليمي. كما أشار إلى انحسار تنظيم «داعش» في العراق وسوريا وشبه جزيرة سيناء في مصر، والمغرب العربي، ومحاولات تمدّده في إفريقيا. وجاء التقرير كاشفًا لما يدور في إيران وتفاعلاتها الداخلية وعَلاقاتها مع الدول العربية والمجتمع الدولي. فأيديولوجيًّا، أوضح استمرار النظام الإيراني في تعزيز شرعيته الداخلية عبر توظيف الدين واستغلال الفتوى لمواجهة دعوات مقاطعة الانتخابات، وإسقاط خصومه من المعارضة. واجتماعيًّا، أبان تضاعف مؤشرات الفقر وتعرض إيران لعدد من موجات فيروس كورونا، وارتفاع مؤشر المخاطر الاجتماعية الأخرى. واقتصاديًّا، كشف التقرير عن استمرار الأداء الاقتصادي السيئ، مع تحسن محدود بفعل زيادة مبيعات النفط للصين ونموّ التجارة الخارجية. أما عسكريًّا، فقد أوضح التقرير مواصلة سعي إيران للحصول على التقنيات والمعدات العسكرية عبر القرصنة والسوق السوداء من أجل دعم عقيدتها في «الدفاع الأمامي».

وحلّل التقرير في الشأن العربي مسار العَلاقات الخليجية-الإيرانية الذي اتسم بمقارباتٍ لنزع فتيل التوتر في المنطقة، والسعي الخليجي لتقديم نيات حسنة تجاه إيران، فيما عرج على تطوّرات الأزمة اليمنية، وما شهدته من تصعيدٍ حوثي على محافظة مأرب وتقديم إيران دعمًا عسكريًّا كبيرًا للحوثيين. وعلى الساحة العراقية، تناول التقرير جمود النفوذ الإيراني على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والثقافية، فيما شهد على الصعيد السياسي تراجعًا كبيرًا بدا في الانتخابات الأخيرة. وفي سوريا، استعرض التقرير التطوّرات السياسية التي طالت الوجود الإيراني ودوره النافذ، مرورًا بلبنان، مستعرضًا الملف الحكومي وملف الوقود، ودور إيران وذراعها «حزب الله» في كلا الملفين.

أمّا في الشأن الدولي، فقد تناول التقرير ما أحدثته إدارة جو بايدن من تحول جذري في عَلاقة الولايات المتحدة بإيران، باستناد إستراتيجيتها إلى الدبلوماسية من أجل إحياء الاتفاق النووي، وتخفيف حدة التوترات بين إيران ودول المنطقة. كما ناقش التعاون الروسي-الإيراني، ودعم موسكو طهران في مفاوضات البرنامج النووي، مطالبةً برفع العقوبات الأمريكية عنها. ونوه التقرير بمرور العَلاقات الإيرانية-الأوروبية بتجاذبات حول القضية النووية، والضغط على إيران في مجالات حقوق الإنسان والإرهاب. وحلّل التقرير وقوف الصين خلف إيران في خضمّ الاتفاق النووي، واستمرار دعمها لها في الصناعة النووية، وتعميق التعاون بتوقيع «وثيقة التعاون الإستراتيجي»، وانضمام طهران إلى «منظمة شنغهاي للتعاون»، والمساعدة في توفير لقاح كورونا. وأشار إلى تقاطعات العَلاقات بين إيران والصين، مع عَلاقات الأخيرة بالسعودية وإسرائيل وأفغانستان.

وأبان التقرير مرور العَلاقات الإيرانية-التركية عبر قضايا تزايد حدّة التنافس في الساحة العراقية، وبروز التعاون النسبي بين الطرفين ضد إشكالية اللاجئين الأفغان، وتصادم الرؤى وتعارض المصالح في الساحة الأذربيجانية.

كما تطرَّق إلى تفاعلات العَلاقات الإيرانية-الباكستانية، التي تأثرت بالتطوّرات التي شهدتها كلّ من أفغانستان وأذربيجان. وكذلك سعي إيران للتعامل مع الوقائع الإستراتيجية الناشئة عن وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة روسية، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعودة «طالبان» إلى الحكم وما طرأ من تغييرات جوهرية إلى المشهد السياسي. وختم التقرير باستشراف التطوّرات المتوقعة في 2022م والأعوام القادمة، نتيجة للمستجدات التي برزت في 2021م، فإنَّ أبرز التأثيرات التي توقَّع التقرير الإستراتيجي حدوثها في 2022م هي زيادة وتيرة التفاعلات الداخلية في إيران وعَلاقاتها مع الدول العربية والمجتمع الدولي، ودخول المفاوضات حول الاتفاق النووي مرحلتها النهائية، مع تركيز أطراف التفاوض على عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها النووية، ما سيضع إيران على حافة اتخاذ قرارات صعبة، أملًا في رفع العقوبات، التي ستنعكس بدورها على مدى مواصلة الصين تمليك إيران قدرات اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية، وتقاطعها مع مصالحها الأخرى في المنطقة. كما توقع التقرير أنّه سواء خفضت إيران تقديرات ميزانيتها العسكرية ومخصصاتها أو رفعتها في حال حدوث انفراجة في محادثات فيينا، فإنَّها ستواجه صعوبات كبيرة في جبهات القتال في سوريا والعراق ولبنان واليمن. كما أنَّ تعقيدات المشهد الإقليمي باستيلاء «طالبان» على الحكم قد يعرّض إيران لتهديدات ومخاطر، وللوجود المؤثر للمنافسين الإقليميين في أفغانستان.

اضغط على الصورة لمشاهدتها في عارض الصور

صورة الغلاف المحلية
شارك

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة

reference@ecssr.ae

97124044780 +

حقوق النشر © 2024 مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جميع الحقوق محفوظة