الصراع في منطقة المشرق العربي و أثره على النظام الدولي 2001-2020 م / الدكتور رأفت عبد السلام إلياس الطراونة.

الفصل الأول : نظريات في الصراع -- النظرية الواقعية -- نظرية الصراع -- النظرية الليبرالية -- نظرية إدارة الصراع الدولية -- نظرية الفوضى الخلاقة.

الفصل الثاني : التحولات في النظام الدولي -- التحولات الدولية مطلع العام 1991 -- التحولات الدولية والتدخل الإنساني -- التحولات الدولية والعولمة -- التحولات الدولية ومفهوم السيادة -- التحولات الدولية والشرعية الدولية -- التحولات الدولية والديمقراطية -- التحولات الدولية والإرهاب -- التحولات الدولية والأمن القومي التحولات الدولية والنظام الإقليمي العربي -- المصالح الدولية في المشرق العربي.

الفصل الثالث : مفهوم الصراع وطبيعته وأسبابه ومستوياته وأنواعه -- مفهوم الصراع: ماهيته وأبعاده -- مفهوم الصراع -- طبيعة الصراع -- أبعاد وطبيعة الصراع -- مفهوم الصراع والمفاهيم الأخرى -- النزاع -- أسباب الصراع وجذوره -- مداخل تفسير نشأة الصراع وتطوره -- المدخل النفسي أو السيكولوجي -- المدخل الاجتماعي -- المدخل الأيديولوجي -- المدخل الجيوبوليتيكي -- مدخل المصالح -- المدخل الاقتصادي -- مدخل سباق التسلح -- مدخل نظرية المحور الصناعي العسكري -- مدخل النظام السياسي الدولي -- مدخل طبيعة النظام الدولي -- مدخل المصالح القومية -- طبيعة النظام السياسي الداخلي للدولة -- مستويات الصراع وأنواعه -- موضوعات الصراع وأدواته.

الفصل الرابع : أثر الصراع في المشرق العربي على النظام الدولي -- الصراع في منطقة المشرق العربي 2001-2003 م -- سقوط بغداد وانتهاء النظام السياسي -- احتلال العراق وفوضى عدم الاستقرار على أمن المشرق العربي -- سوريا في الصراع -- الجزيرة العربية في الصراع -- أمن واستقرار منطقة الجزيرة العربية -- الصراع العربي - الإسرائيلي -- الخطر النووي الإسرائيلي الإيراني وأمن المشرق العربي -- البرنامج النووي الإيراني -- تصاعد دور دول لجوار الجغرافي تجاه أمن المشرق العربي -- الثورات العربية 2010-2020 م -- الأزمة السورية -- الأزمة اليمنية.

عند النظر للمسار التاريخي للحياة البشرية، نجد أن الصراع يمثل أحد أهم الحقائق الثبوتية في واقع الإنسان والجماعة على مختلف المستويات والأطر، حيث نجد في إطاره البيولوجي الصراع بين الأجناس والأفراد، والنفسية بما يعانيه الإنسان من صراع مع ذاته، والأثرياء في الصراع الثقافي، إضافة إلى الصراع الاقتصادي والسياسي وغير ذلك من أنماط الصراع المختلفة.
لقد بدأ القرن الحادي والعشرين بحرب أميركية على الإرهاب، بررتها أعمال الإرهاب التي حدثت في الولايات المتحدة عام 2001؛ لكن ساحات هذه الحرب وغيرها من القوى المشاركة فيها عميقة العديد من البلاد العربية والإسلامية، وهو ما زاد للذاكرة العربية ما حدث في مطلع القرن الماضي من استعمار وإحتلال وسيطرة أوروبية على المنطقة العربية، ومن تقسيم للأرض وللشعوب العربية، حيث أقيمت كيانات ودول متصارعة فيما يتعلق بالحدود، بينما هي أحق بأن تكون أمة واحدة ذات كيان سياسي واحد، كما هي أمة العالم الآخر
إن أهمية موضوع الصراع في أن السلم القومي الداخلي والخارجي ضروري لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، إذ يعد الأساس في بناء نهضة الأمم المتحدة وتقدمها، لأنه من المحال تصور (وطن) في تنازع مع . ذاتي يستطيع التعايش بسلام مع غيره، حيث أن الأوطان الكثيرة المصائب قلما أن تتحكم فيها دولة، في ظل واقع ومستقبل الصراع الداخلي في العالم العربي الذي يشهد واقعا لا يرضي طموحات الأمة ولا ينسجم مع ماضي هذه الأمة.
إن التحالفات الدولية تمثل الركيزة الأساسية لتحقيق التوازن بين القوى الدولية، وفي الوقت نفسه من الممكن أن تتجه فيه تلك التحالفات نحو الصراع عند حدوث أي خلل حيث أن أحد أهم المنطلقات في تفسير صراع ظاهر، ما إذا كان الانضمام لحلف دولي هو دافع لحماية الأمن الومي في ظل بيئة تنازعية، فإن ذلك سيدفع الدول نحو زيادة القدرة العسكرية وبالتالي زيادة التوتر؛ ثم أن بقاء هذه التحالفات قد يدفع نحو الحفاظ على الأنظمة الداخلية للدول الأعضاء، وهو ما قد يتحول لصراع عند محاولة تغير هذه الأنظمة.
إن المشكلات الحقيقية المعقدة التي تواجه المشرق، هي الصراعات الداخلية العربية وفي محاولة منا سعينا لفهم واقع هذه الصراعات، حيث أن هذه الصراعات الداخلية لها كلفة واقعية وكبيرة على واقع هذه الدول بشكل خاص، وعلى مستقبل الدول العربية كوحدة كبرى تواجه العالم على الأقل أو يضعها العالم في موقع المواجهة، خاصة بعد الحملة الأميركية على الإرهاب العالمي الذي يضخ من هذه الدول بشكل عام على حد قولها.
وفي مراجعة شاملة لمعظم حالات الصراع الداخلي في العالم العربي، يتبن لنا وجود عدد كبير من الصراعات الداخلية يشمل ما يزيد عن نصف الدول العربية عددا وعن ثلثي هذه الدول مساحة وسكانا، والتي شملت الدول الفقيرة اقتصاديا وذات المواقع الإستراتيجية، والدول التي تشكل خط المواجهة مع الكيان الصهيوني. وبرز أن هناك تباينا في أسباب الصراعات الداخلية من دول إلى أخرى، كما وجدت موقعاً هاماً لنظرية المؤامرة في الفكر العربي الحديث التي هي من أساسيات تخلفنا، والتي تظهر عدم قدرتنا على تحمل المسؤولية التاريخية لأخطائنا، ومحاولة تحميل أعبائنا ومشكلاتنا على عوامل وظروف خارجة عن قدرتنا، فتبدو لنا الأمور وكأنه محكوم علينا بهذا الأمر حتى أصبحنا نطرب مفكرين وشعوباً وقيادات في حزننا الذي يلهينا ونطرب لأنغامه مؤمنين إن التواكل التاريخي سيعالج كل قضايانا.